[ بِسْـــمِ ٱللّٰـہِ̯ ٱَلْـرَّحْمَٰـــنِ ٱَلْـرَّحِيْــمِ ]

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونؤمن به ونتوكل عليه، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد وأن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
┈┈┈•• ۞۫
أمــا بعــــد :
ألا إن خير الكلام كلامُ الله ، وخير الهدي هديُ محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي العربي المكي ثم المدني صلى الله عليه وسلم .
┈┈┈•• ۞۫
عباد الله إعلموا رحمني الله وإياكم ووفقنا لطاعته، أن الله عزَّوجلَّ لم يخلقنا عبثاً بل أرسل إلينا رسولاً وأنزل علينا كتاباً تبياناً لكل شيء وهدى ورحمةً وبشرى لمن آمن به واتبع أوامره.
┈┈┈•• ۞۫
قال تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }. [ آل عمران: 30 ].
┈┈┈•• ۞۫
تهل علينا في كل عام من شهر ربيع الأول مناسبة مولد الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، حيث تعطل المصالح الحكومية في يوم أجازة رسمية، وينتشر باعة «حلوى مولد النبي» في كل الأماكن، ويقبل الناس علي شرائها وتناولها بشغف منقطع النظير،
┈┈┈•• ۞۫
والكثيرون يخصون يوم 12 ربيع الأول بالتوسعة على الأهل وطبخ اللحم وما لذ وطاب من المأكولات، والمتدينون منهم يحرصون على المشاركة في الأمسيات الدينية التي تقام في هذا اليوم حيث تتلى في المساجد آيات من الذكر الحكيم وتنشد التواشيح ويتبارى البلغاء في إلقاء فصيح الكلمات حول حياة النبي العدنان.
┈┈┈•• ۞۫
وإنَّ ما يحصل الآن ؛ لم يكن في حياة النبيِّ الأكرم الذي لا ينطق عن غير علم، ولم يحصل في حياة السلف الصالح من بعده، فلم يزد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولم يزد الصحابة من بعده عبادة على عباداتهم اليومية في ذلك اليوم.
┈┈┈•• ۞۫
وإن الله جلَّ وعلا يقول في كتابه الكريم : { مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [ الحشر : 7 ] .
┈┈┈•• ۞۫
وعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -، قَالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ"؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [رقم: 2697]، وَمُسْلِمٌ [رقم: 1718].
┈┈┈•• ۞۫
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
┈┈┈•• ۞۫
وعن جابرٍ - رضي اللَّه عنه- قال : قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم : « أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ » . رواه مسلم.
┈┈┈•• ۞۫
وعن أبي قلابة، أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: « عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضه ذهاب أهله، عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يُقبض، أو متى يُفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، والتنطع، والتعمق، وعليكم بالعتيق ». [الدارمي (144) ، البدع والنهي عنها لابن وضاح (163) ، السنَّة لمحمد بن نصر المروزي (80)]
┈┈┈•• ۞۫
وتبدَّع الشيء : أَنشأَه وبدأَه أو أحدثه واخترعه والمراد هنا : الحدث في الدين بعد الإكمال، والتنطع : التكلف والمغالاة والتعمق في القول أو الفعل، والتعمق : المبالغة في الأمر والتشدد فيه، والعتيق : القديم وما كان عليه الأوائل والمراد التمسك بالقرآن والسنة.
┈┈┈•• ۞۫
وقال أيضاً : « إنكم أصبحتم على الفطرة، وإنكم ستحدثون، ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة، فعليكم بالهدي الأول ». [الدارمي (169) ، السنَّة للمروزي (80)]
┈┈┈•• ۞۫
وكان حذيفة يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول: « يا معشر القراء اسلكوا الطريق، فلئن سلكتموها لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا ». [البخاري (7282) ، البدع والنهي عنها لابن وضاح (12) ، السنة لعبد الله بن أحمد (106) ، السنَّة للمروزي (86)]
┈┈┈•• ۞۫
ودخل ابن مسعود الأنصاري رضي الله عنه على حذيفة، فقال: « اعهد إلي » . فقال : « ألم يأتك اليقين ؟ » قال : « بلى وعزة ربي » . قال : « فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى، فإن دين الله واحد ». [اعتقاد أهل السنة لللالكائي (120) ، الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (168)]
┈┈┈•• ۞۫
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه –أيضاً- : « كلّ عبادة لم يَتَعبدْ بها أَصْحابُ رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم- فلاَ تَتَعبَّدوا بها ؛ فإِن الأَوَّلَ لَمْ يَدع للآخِر مَقالا ؛ فاتَّقوا اللهَ يا مَعْشَر القرَّاء ، خُذوا طَريقَ مَنْ كان قَبلكُم ». [ الإبانة لابن بطه ]
┈┈┈•• ۞۫
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « مَنْ كان مُسْتنّا فَلْيَسْتن بمَنْ قَدْ مَاتَ أولئكَ أَصْحابُ مُحمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا خَيرَ هذه الأمَّة، وأَبَرها قُلوبا، وأَعْمقَها عِلْما، وأَقَلّها تَكلفا، قَوم اخْتارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَة نَبيه - صلى الله عليه وسلم - ونَقلِ دينه فَتَشبَّهوا بأَخْلاقِهِم وطَرائِقِهم ؛ فَهُمْ كانوا عَلَى الهَدْي المُستقِيم ». [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/97) ، الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (498) ، الشريعة للآجري (1143)]
┈┈┈•• ۞۫
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: « ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه، ولا من فاسق بين فسقه، ولكني أخاف عليها رجلاً قد قرأ القرآن حتى أزلفه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله ». [جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (1242) صفة المنافق للفريابي (26)]
┈┈┈•• ۞۫
عباد الله لقد بُليت هذه الأمة بإنتشار البدع في دين الله والبدعُ كثيرةٌ لاكثرها الله، وزعم فاعلوها أنهم أرادوا الخير والهدى وأنهم يتعبدون الله عزَّوجلَّ بها، أما علموا أنَّ العبادة لاتُقبل إلا بما شرعه سبحانه وتعالى.
┈┈┈•• ۞۫
إنِّ البدع في دين الله قد حذَّر منها النبي عليه الصلاة والسلام فقد صح عنه أنه قال: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ " . [ رواه أبي داود في كتاب السنة شرح باب السنة حديث رقم4609 ] .
┈┈┈•• ۞۫
فهذا حديثٌ صحيحٌ صريحٌ لا لبس فيه بأنه لاخير إلا في إتباع النبي عليه الصلاة والسلام، وأنَّ الإبتداع في الدين ضلالٌ مبين، ولكن أين من يفقه في الدين ممن يعمل هذه الأعمال المخُالِفةِ لهذا الدين العظيم.
┈┈┈•• ۞۫
وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيتة :
العلمُ قال الله قال رسوله،
قال الصحابة هم أولو العرفان ..
┈┈┈•• ۞۫
وقد حدث أن إبتدع في وقتنا هذا ما لم يصح عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قبلهم ومن هذه البدع الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، نسأل الله السلامة والعافية في ديننا.
┈┈┈•• ۞۫
اللهم إهدنا وثبِّتنا وإهدهم أجمعين، وصلِّ اللهم وسلِّم وزد وبارك على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله الطيِّبين، وعلى أزواجه أمَّهات المؤمنين، وعلى صَّحبه أجمعين، وعلى من تبعهم وسار على نهجهم إلى قيام يوم الدين.
┈┈┈•• ۞۫
اقوال العلمــــــــــاء في تاريـــــــــيخ ولادة الرسول صل الله عليه وسلم
اختلف أهل السيَر والتاريخ في تحديد يوم وشهر ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أمر له سببه المعقول حيث لم يُعلم ما سيكون لهذا المولود من شأن ، فكان حاله كحال غيره من المواليد ، ولذا لم يكن لأحد أن يجزم على وجه اليقين بوقت ميلاده صلى الله عليه وسلم .
┈┈┈•• ۞۫
قال الدكتور محمد الطيب النجار رحمه الله : " ولعل السر في هذا الخلاف أنه حينما ولد لم يكن أحد يتوقع له مثل هذا الخطر ، ومن أجل ذلك لم تتسلط عليه الأضواء منذ فجر حياته ،
┈┈┈•• ۞۫
… فلما أذِن الله أن يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بعد أربعين سنة من ميلاده : أخذ الناس يسترجعون الذكريات التي علقت بأذهانهم حول هذا النبي ، ويتساءلون عن كل شاردة وواردة من تاريخه ، وساعدهم على ذلك ما كان يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عن الأحداث التي مرت به أو مر هو بها منذ نشأته الأولى ، وكذلك ما كان يرويه أصحابه والمتصلون به عن هذه الأحداث ".
┈┈┈•• ۞۫
… وبدأ المسلمون – حينئذٍ - يستوعبون كل ما يسمعون من تاريخ نبيهم صلى الله عليه وسلم لينقلوه إلى الناس على توالي العصور " [ القول المبين في سيرة سيد المرسلين ( ص 78 ) ] .
┈┈┈•• ۞۫
ومن مواضع الاتفاق في ميلاده صلى الله عليه وسلم تحديد العام ، وتحديد اليوم :
أما العام : فقد كان عام الفيل ، قال ابن القيم رحمه الله : " لا خلاف أنه ولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجوف مكّة ، وأن مولده كان عامَ الفيل . [ زاد المعاد في هدي خير العباد ( 1 / 76 ) ].
┈┈┈•• ۞۫
وقال محمد بن يوسف الصالحي رحمه الله : " قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى : عام الفيل، وقال ابن كثير : وهو المشهور عند الجمهور، وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري : وهو الذي لا يشك فيه أحد من العلماء، وبالغ خليفة بن خياط وابن الجزار وابن دحية وابن الجوزي وابن القيم فنقلوا فيه الإجماع . [ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ( 1 / 334 ، 335 ) ].
┈┈┈•• ۞۫
وقال الدكتور أكرم ضياء العمري وفقه الله : " والحق : أن الروايات المخالفة كلها معلولة الأسانيد ، وهي تفيد أن مولده بعد الفيل بعشر سنوات ، أو ثلاث وعشرين سنة ، أو أربعين سنة ، وقد ذهب معظم العلماء إلى القول بمولده عام الفيل ، وأيدتهم الدراسة الحديثة التي قام بها باحثون مسلمون ومستشرقون اعتبروا عام الفيل موافقاً للعام 570م ، أو 571م " . [ السيرة النبوية الصحيحة " ( 1 / 97 ) ].
┈┈┈•• ۞۫
وأما اليوم : فهو يوم الاثنين ، ففيه وُلد صلى الله عليه وسلم ، وفيه بُعث ، وفيه توفي فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال : ( سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ - ) . [ رواه مسلم ( 1162 ) ].
┈┈┈•• ۞۫
قال ابن كثير رحمه الله : "وأبعدَ بل أخطأ من قال : ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأول " نقله الحافظ " ابن دحية " فيما قرأه في كتاب : [ إعلام الروى بأعلام الهدى ] " لبعض الشيعة "، ثم شرع ابن دحية في تضعيفه وهو جدير بالتضعيف إذ هو خلاف النص . [ السيرة النبوية ( 1 / 199 ) ] .
┈┈┈•• ۞۫
↡۞۫ं
أما موضع الخلاف فقد كان في تحديد الشهر واليوم منه ، وقد وقفنا على أقوال كثيرة في ذلك ، ومنها :
أن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان لليلتين خلتا من ربيع الأول . فقد قال ابن كثير رحمه الله : " فقيل : لليلتين خلتا منه " ، قاله ابن عبد البر في [ الاستيعاب ] ، ورواه الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدنى . [ السيرة النبوية ( 1 / 199 ) ].
┈┈┈•• ۞۫
وقيل : في ثامن ربيع الأول، فقال ابن كثير رحمه الله : " وقيل لثمان خلون منه " ، حكاه الحميدى عن ابن حزم ، ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم ، ونقل ابن عبد البر عن أصحاب التاريخ أنهم صححوه ، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي ، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه : [ التنوير في مولد البشر النذير ] . [ السيرة النبوية ( 1 / 199 ) ].
┈┈┈•• ۞۫
وقيل : في عاشر ربيع الأول ، فقال ابن كثير رحمه الله : " وقيل : لعشر خلون منه " ، نقله ابن دحية في كتابه ، ورواه ابن عساكر عن أبي جعفر الباقر ، ورواه مجالد عن الشعبى . [السيرة النبوية ( 1 / 199 ) ].
┈┈┈•• ۞۫
وقيل : في ثاني عشر ربيع الأول .
قال ابن كثير رحمه الله : " وقيل : لثنتى عشرة خلت منه " ، نصَّ عليه ابن إسحاق ، ورواه ابن أبى شيبة في : [ مصنفه ] .
┈┈┈•• ۞۫
وقيل : في ثاني عشر ربيع الأول .
قال ابن كثير رحمه الله : " وقيل : لثنتى عشرة خلت منه " ، نصَّ عليه ابن إسحاق ، ورواه ابن أبى شيبة في : [ مصنفه ] .
┈┈┈•• ۞۫
… عن عفان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، وفيه بعث ، وفيه عرج به إلى السماء ، وفيه هاجر ، وفيه مات .
وهذا هو المشهور عند الجمهور ، والله أعلم . [ السيرة النبوية " ( 1 / 199 ) ] .
┈┈┈•• ۞۫
وقيل : ولد في رمضان ، وقيل في صفر ، وقيل غير ذلك .
┈┈┈•• ۞۫
والذي يظهر لنا أن أقوى ما قيل في مولده صلى الله عليه وسلم يدور بين الثامن والثاني عشر من ربيع أول ، وقد حقق بعض العلماء المسلمين من أهل الحساب والفلك أن يوم الاثنين يوافق التاسع من ربيع الأول ..!
┈┈┈•• ۞۫
… فيمكن أن يكون هذا قولاً آخر ، وفيه قوة ، وهو يعادل العشرين من نيسان لعام 571 م ، وهو ما رجحه بعض العلماء من كتَّاب السيرة المعاصرين ومنهم الأستاذ محمد الخضري ، وصفي الرحمن المباركفوري .
┈┈┈•• ۞۫
قال أبو القاسم السهيلي رحمه الله : " وأهل الحساب يقولون : وافق مولده من الشهور الشمسية " نيسان " ، فكانت لعشرين مضت منه " . [الروض الأُنُف ( 1 / 282 ) ] .
┈┈┈•• ۞۫
وقال الأستاذ محمد الخضري رحمه الله : " وقد حقق المرحوم محمود باشا الفلكي - عالم فلكي مصري ، له باع في الفلك والجغرافيا والرياضيات وكتب وأبحاث ، توفي عام 1885م - : أن ذلك كان صبيحة يوم الاثنين تاسع ربيع الأول الموافق لليوم العشرين من أبريل / نيسان ، سنة 571 من الميلاد ، وهو يوافق السنة الأولى من حادثة الفيل ، وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم " . [ نور اليقين في سيرة سيد المرسلين ( ص 9 ) ] ، وينظر: [ الرحيق المختوم ( ص 41 ) ].
┈┈┈•• ۞۫
أما يوم وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : فلا خلاف في أنها كانت يوم الاثنين ، وما نقل عن ابن قتيبة أنه يوم الأربعاء : فليس بصواب ، ولعل مراده أنه صلى الله عليه وسلم دفن يوم الأربعاء ، فهذا صحيح .
┈┈┈•• ۞۫
وأما سنة الوفاة : فلا خلاف في أنها كانت في العام الحادي عشر من الهجرة .
┈┈┈•• ۞۫
وأما شهر الوفاة : فليس ثمة خلاف أنها كانت في شهر ربيع أول .
┈┈┈•• ۞۫
وأما تحديد يوم الوفاة من ذلك الشهر : ففيه خلاف بين العلماء :
فالجمهور على أنها كانت في الثاني عشر من شهر ربيع أول .
┈┈┈•• ۞۫
وذهب الخوازمي إلى أنها كانت في الأول من ربيع أول .
┈┈┈•• ۞۫
وقال ابن الكلبي وأبو مخنف إنها كانت في الثاني من ربيع أول ، ومال إليه السهيلي ، ورجحه الحافظ ابن حجر رحمه الله .
┈┈┈•• ۞۫
والمشهور هو ما ذهب إليه الجمهور من أن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في الثاني عشر من ربيع أول في العام الحادي عشر للهجرة .
┈┈┈•• ۞۫
وينظر : [ الروض الأنف ] ، للسهيلي ( 4 / 439 ، 440 ) ، [ السيرة النبوية ] لابن كثير( 4 / 509 ) ، [ فتح الباري في شرح صحيح البخاري ] لابن حجر ( 8 / 130 ) .
┈┈┈•• ۞۫
↡۞۫ं
متـــــــــــــــى ظهــــــــــــرت فــــــــــــــــــكــــــــــــــــرة المولــــــــــــــــد النبــــــــــــــــــوي
إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به .
┈┈┈•• ۞۫
قال الحافظ السخاوي في فتاويه :"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد".أهـ [1]
[1] نقلا عن سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/439) ط. وزارة الأوقاف المصرية .
┈┈┈•• ۞۫
إذن السؤال المهم : " متى حدث هذا الأمر –أعني المولد النبوي-وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم ؟"
┈┈┈•• ۞۫
والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني ( الإمام المقريزي ) رحمه الله : يقول في كتابه [ الخطط ( 1/ ص 490وما بعدها) ] : " ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم "
┈┈┈•• ۞۫
قال:" وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم( رأس السنة)، ومواسم ( أول العام )، ( ويوم عاشوراء)، ( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ) ، ( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ، ( ومولد الحسن والحسين عليهما السلام )، ( ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام )،(ومولد الخليفة الحاضر )،
┈┈┈•• ۞۫
… ( وليلة أول رجب ) ، ( ليلة نصفه ) ، ( وموسم ليلة رمضان ) ، ( وغرة رمضان )، (وسماط رمضان)، ( وليلة الختم )، ( وموسم عيد الفطر )، ( وموسم عيد النحر )، ( وعيد الغدير)، ( وكسوة الشتاء)، ( وكسوة الصيف )، ( وموسم فتح الخليج )، ( ويوم النوروز)، (ويوم الغطاس) ، ( ويوم الميلاد ) ،( وخميس العدس) ، ( وأيام الركوبات )" أ.هـ.
┈┈┈•• ۞۫
وقال المقريزي في : [ إتعاظ الحنفاء(2/48) ] سنة (394): " وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر" .
┈┈┈•• ۞۫
… وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517) : "وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة ". وانظر (3/105).
┈┈┈•• ۞۫
… ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها أنظر : [ الخطط1/432-433 ، صبج الأعشى للقلقشندي3/498-499 ].
┈┈┈•• ۞۫
ومن النقل السابق تدبر معي كيف حُشِر المولد النبوي مع البدع العظيمة مثل:
- بدعة الرفض والغلو في آل البيت المتمثل في إقامة مولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، { وسيأتي مزيد بسط لبيان أن الدولة العبيدية التي تدعي أنها فاطمية: بأنها دولة باطنية رافضية محاربة لله ولرسوله ولسنته ولحملة السنة المطهرة } .
┈┈┈•• ۞۫
- بدعة الاحتفال بعيد النيروز وعيد الغطاس وميلاد المسيح وهي أعياد نصرانية .
┈┈┈•• ۞۫
يقول ابن التركماني في كتابه : [ اللمع في الحوادث والبدع (1/293-316 ) ] عن هذه الأعياد النصرانية :" فصل ومن البدعة أيضا والخزي والبعاد ما يفعله المسلمون في نيروز النصارى و مواسمهم و الأعياد من توسع النفقة " قال :" وهذه نفقة غير مخلوفة وسيعود شرها على المنفق في العاجل والآجل ".
┈┈┈•• ۞۫
… وقال : " ومن قلة التوفيق والسعادة ما يفعله المسلم الخبيث في يعرف بالميلادة ( أي ميلاد المسيح) ".
┈┈┈•• ۞۫
ونقل عن علماء الحنفية أن من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب منه فهو كافر مثلهم .وذكر عدد من الأعياد التي يشارك فيها جهلة المسلين النصارى وبين تحريمها بالكتاب والسنة ومن خلال قواعد الشرع الكلية .
┈┈┈•• ۞۫
جاء في ذكر من أبطلها من خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية : قال المقريزي في خططه (1/432): " وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة : النبوي ، والعلوي ، والفاطمي ، والإمام الحاضر وما يهتم به وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر.." أ.هـ
┈┈┈•• ۞۫
… فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين [2].
┈┈┈•• ۞۫
[2] وقد قرر هذا جماعة من المتأخرين منهم : العلامة الحنفي مفتي الديار المصرية سابقا الشيخ : محمد بخيت المطيعي في كتابه : [ أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام ] ، الأستاذ الشيخ على محفوظ في كتابه [ الإبداع في مضار الإبتداع ] ، الشيخ إسماعيل الأنصاري في كتابه : [ القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ] ، والشيخ بن منيع في رده على المالكي، وانظر بقية من قال به من أهل العلم لما نقله مشهور حسن سلمان في تعليقه أثناء تحقيقه لكتاب [ الباعث على إنكار البدع والحوادث ] ص 96 في الحاشية .
┈┈┈•• ۞۫
ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر [ المولد النبوي ] ؟
قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب : [ الروضتين في أخبار الدولتين ص 200-202 عن الفاطميين العبيديين ] : " أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) ؛
┈┈┈•• ۞۫
… وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا، وعبيد هذا كان اسمه ( سعيدا) فلما دخل المغرب تسمى ب ( عبيد الله ) وزعم أنه علوي فاطمي وادعى نسبا ليس بصحيح .
┈┈┈•• ۞۫
لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه، ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب(المهدي) وبنى المهدية بالمغرب ونسبت إليه،
┈┈┈•• ۞۫
… وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة الإسلامية وقتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
┈┈┈•• ۞۫
ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه ، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة ( 567)،.
┈┈┈•• ۞۫
وفي أيامهم كثر الرافضة واستحكم أمرهم ووضعت المكوس على الناس واقتدى بهم غيرهم وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيرية والدرزية والحشيشية نوع منهم وتمكن رعاتهم منهم لضعف عقولهم وجهلهم مالم يتمكنوا من غيرهم وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة إلى أن من الله على المسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدمه مثل ( صلاح الدين ) فاستردوا البلاد وأزالوا هذه الدولة عن أرقاب العباد .
┈┈┈•• ۞۫
وكانوا أربعة عشر مستخلفا ... يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية وإنما هي ( الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة ).
┈┈┈•• ۞۫
ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون ) على المنابر ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة ( المعزية ) بنفسه خطبة ....
┈┈┈•• ۞۫
… وقال في خطبته : ( اللهم صل على عبدك ووليك ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين ) كذب عدوّ الله اللعين فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول .
┈┈┈•• ۞۫
والملقب بالمهدي لعنه الله كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين وأكثر من الجور واستصفاء الأموال وقتل الرجال وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم فيقولون لبعضهم (هو المهدي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجة الله على خلقه )،
┈┈┈•• ۞۫
… ويقولون لآخرين (هو رسول الله وحجة الله ) ويقولون لاخرى (هو الله الخالق الرازق) لا اله إلا الله وحده لا شريك له تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه وزاد شره على شر أبيه أضعافا مضاعفة وجاهر بشتم الأنبياء ،
┈┈┈•• ۞۫
… فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى ) اللهم صل على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين وأهلك هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين وإرحم من أزالهم وكان سبب قلعهم ومن جرى على يديه تفريق جمعهم وأصلهم سعيرا ولقهم ثبورا وأسكنهم النار جمعا واجعلهم ممن قلت فيهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
┈┈┈•• ۞۫
ولو وفق ملوك الإسلام لصرفوا أعنة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية فإنهم من شر أعداء دين الإسلام وقد خرجت من حدّ المنافقين إلى حد المجاهرين لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها وتعين على الكافه فرض جهادها وضرر هؤلاء أشدّ على الإسلام وأهله من ضرر الكفار إذا لم يقم بجهادها أحد إلى هذه الغاية مع العلم بعظيم ضررها وفسادها في الأرض ". أ.هـ بتصرف يسير.
┈┈┈•• ۞۫
وانظر رحمك الله إلى ما قرره هذا العالم المؤرخ وهو قريب عهد منهم حيث عاش ما بين سنة (599-665) للهجرة النبوية ، وكيف تألم لما حل بالمسلمين من كرب وضيق من جرّاء حكم هؤلاء الباطنيين ،
┈┈┈•• ۞۫
وعلى هذا فالمولد النبوي أصله ومنشئه من الباطنيين ذي الأصول المجوسية اليهودية المحيين شعائر الصليبية ، ونحن هنا نقول لكل منصف هل يصح أن نجعل أمثال هؤلاء مصدر عباداتنا وشعائرنا ونحن نقول مرة أخرى إن القرون المفضلة التي عاش فيها سلفنا الصالح لم يكن فيها أثر لمثل هذه العبادة منهم أو من أعدائهم أو حتى من جهلتهم وعامتهم أفلا يسعنا ماوسعهم .
┈┈┈•• ۞۫
↡۞۫ं
نابـــــــــــــــــــليـــــــــــــــــون يحي المولد النبــــــــــــــوي ويدعمــــــــــــه
نابليون المستعمر الفرنسي يحي المولد ويدعمه:
وإسمع إلى ما يحدثنا به المؤرخ المصري الجبرتي في كتابيه عجائب الآثار (2/249،201) ومظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ص47؛ تحدث وذكر ان المستعمرين الفرنسيين عندما احتلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفيه وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحياءها ودعمها ..!
┈┈┈•• ۞۫
قال في مظهر التقديس :" وفيها ( أي سنة 1213هـ في ربيع الأول ) : " سأل صاري العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف فلم يقبل وقال : " لابد من ذلك "،
┈┈┈•• ۞۫
… وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم واحرقوا حراقة في الليل وصواريخ تصعد في الهواء ونفوطاً " .
┈┈┈•• ۞۫
ولعل سائلا يسأل ما هدفهم من تأييد ودعم مثل هذه البدع وهذه الموالد ؟
ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في [ تاريخ عجائب الآثار (2/306) ] : " ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات ".
┈┈┈•• ۞۫
┈┈┈┈•• ۞۫ं
اقوال العلــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــاء في المـــــــــــــــــــــــولــــــــــــد النبــــــــــوي
لم يقل الأئمة الأربعة شيئاً في المولد النبوي لأنهم كانوا من القرون المفضلة التي لم تظهر فيها البدع فلم ترى عيني ولا سمعت أذني قول لهؤلاء الأئمة
وإنما ظهرت البدع وانتشرت بعد القرون الثلاثة الأولى ولكن بحمد لله قيض الله علماء أجلاء سلفاً وخلفاً ليحملوا عبء التصدي للفتن والبدع مستدلين بكتاب الله عزوجل وسنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وما أجمع عليه العلماء المتمسكين بالهدي النبوي.
┈┈┈•• ۞۫
وإليكم أقوال العلماء من خير سلف وخير خلف بإختصار :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولد النبوي في [اقتضاء الصراط المستقيم (2/619) ] : " لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان " اهـ
┈┈┈•• ۞۫
قال الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي المشهور بالفاكهاني رحمه الله في : [ المورد في عمل المولد (ص20-21) ] : " لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة ".
┈┈┈•• ۞۫
قال العلامة ابن الحاج رحمه الله في : [ المدخل (2/312) ] نقلاً من [ القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل [ للعلامة الأنصاري رحمه الله (ص57) " فإن خلا - أي عمل المولد- منه - أي من السماع - وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الاخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره - أي من المفاسد فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة ".
┈┈┈•• ۞۫
قال الإمام السخاوي رحمه الله نقلاً من : [ المورد الروي في المولد النبوي ] لملا علي قارى (ص12) : " أصل عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعدها بالمقاصد الحسنة ".
┈┈┈•• ۞۫
قال يوسف الرفاعي في : [ الرد المحكم المنيع (ص153) ] : " إن اجتماع الناس على سماع قصة المولد النبوي الشريف، أمر استحدث بعد عصر النبوة، بل ما ظهر إلا في أوائل القرن السادس الهجري " ..!
┈┈┈•• ۞۫
ولقد قال غيرهم من علماء العالم الإسلامي على اختلاف أماكنهم وأزمانهم ومذاهبهم الفقهية بحرمة عمل المولد وأنه من البدع المحدثة التي لاأصل لها وإليك بعضهم:
┈┈┈•• ۞۫
الاستاذ ابو عبد الله محمد الحفار له فتاوى ذكرها الونشريسي في المعيار المعرب، وهو من علماء المغرب، والعلامة ابن الحاج ابو عبد ال محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي ت بالقاهرة (732هـ) له كلام نفيس في المدخل بداية الجزء الثاني.
┈┈┈•• ۞۫
الشيخ العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية، والشيخ علي محفوظ في كتابه الإبداع في مضار الابتداع، والإمام الشاطبي وله كلام نفيس في فتوى له في كتاب طبع باسم فتاوى الإمام الشاطبي وهو عالم مالكي أندلسي.
┈┈┈•• ۞۫
الشيخ رشيد رضا في أكثر من موضع من مصنفاته كما في المنار (9/96)، (2/74-76) (17/111) (
29/ 664-668)، وفتاواه ( الجزء الخامس في الصفحة
2112-2115 ) و ( الجزء الرابع في الصفحة 1242-1243 )، والشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي وهو من علماء الهند ( أنظر رسالة الشيخ حمود التويجري ص235 ط. العاصمة ضمن المجموع في الرسائل الخاصة ببدعة المولد ).
┈┈┈•• ۞۫
شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، والعلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في الدرر السنية، والعلامة الشيخ محمد بن ابراهيم له رسالة في إنكار عمل المولد وانظر مجموع فتاواه (3/48-95) فقد اشتملت على عدد من الفتاوى المتنوعة حول المولد .
┈┈┈•• ۞۫
… وغيرهم من العلماء كثير لآ يسعنا ذكرهم في هذا الموضع .
↡۞۫ं
فتاوى واحكــــــــــــــــــام شرعيـــــــــــــــة
سئل الشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله عن الإحتفال بالمولد فكان جوابه :
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم .
┈┈┈•• ۞۫
… وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " .
┈┈┈•• ۞۫
… وسئل أيضًا رحمه الله ( أي فضيلة الشيخ العلامة إبن باز ) : ما حكم المولد النبوي؟ وما حكم الذي يحضره؟ وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة؟
┈┈┈•• ۞۫
فكان جوابه :
المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي صلى الله عليه وسلم، ولعَلَّمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه، وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك عَلِمْنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، في أحاديث أخرى تدل على ذلك،
┈┈┈•• ۞۫
وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك، كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر، وعيد الأضحى، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
┈┈┈•• ۞۫
وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق، كما قال الله عز وجل: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ آل عمران : 31 ] ، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع.
┈┈┈•• ۞۫
وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق، كما قال الله عز وجل: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ آل عمران : 31 ] ، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع.
┈┈┈•• ۞۫
ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون بالتأسي به، بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.
┈┈┈•• ۞۫
وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب، لكن قد يعذب الإنسان بسبب معصيته وقد يعفو الله عنه؛ إما لجهله، وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء والمؤمنين أو الأفراط.
┈┈┈•• ۞۫
فالحاصل: أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب، وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت بدعته مكفرة من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار - والعياذ بالله -، لكن هذه البدعة إذا لم يكن فيها شرك أكبر وإنما هي صلوات مبتدعة، واحتفالات مبتدعة، وليس فيها شرك، فهذه تحت مشيئة الله كالمعاصي؛ لقول الله سبحانه في سورة النساء: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } [ النساء : 48 ]
┈┈┈•• ۞۫
وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيداً لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم. وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم أو لآبائهم أو مشايخهم، كله بدعة يجب تركه والحذر منه.
┈┈┈•• ۞۫
وأما ما أحدثه الفاطميون المعروفون، فإن ذلك كان في مصر والمغرب في القرن الرابع والخامس.
┈┈┈•• ۞۫
وقد أحدثوا موالد للرسول صلى الله عليه وسلم، وللحسن والحسين، وللسيدة فاطمة، ولحاكمهم، ثم وقع بعد ذلك الاحتفالات بالموالد بعدهم من الشيعة وغيرهم، وهي بدعة بلا شك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعلم المرشد، وأصحابه أفضل الناس بعد الأنبياء، وقد بلغ البلاغ المبين، ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام، ولا أرشد إلى ذلك، ولا احتفل به أصحابه أفضل الناس، وأحب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة الثلاثة.
┈┈┈•• ۞۫
فعلم أنه بدعة، ووسيلة إلى الشرك والغلو في الأنبياء وفي الصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلو والمدائح التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر، كوصفهم لهم بأنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث بهم، وما أشبه ذلك. فيقعون في هذا الاحتفال في أنواع من الشرك وهم لا يشعرون، أو قد يشعرون.
┈┈┈•• ۞۫
فالواجب ترك ذلك، وليس الاحتفالات بالمولد دليلاً على حب المحتفلين بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى اتباعهم له، وإنما الدليل والبرهان على ذلك هو اتباعهم لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، هذا هو الدليل على حب الله ورسوله الحب الصادق، كما قال عز وجل: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [ آل عمران : 31 ]
┈┈┈•• ۞۫
أما الاحتفال بالموالد للنبي صلى الله عليه وسلم، أو للشيخ عبد القادر الجيلاني، أو للبدوي، أو لفلان وفلان فكله بدعة، وكله منكر يجب تركه؛ لأن الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع أصحابه والسلف الصالح، والشر في الابتداع والاختراع ومخالفة ما عليه السلف الصالح، هذا هو الذي يجب وهذا هو الذي نفتي به،
┈┈┈•• ۞۫
وهذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة، ولا عبرة لمن خالف ذلك وتأول ذلك، فإنما هُدم الدين في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع، وإماتة السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان. إنتهى كلامه رحمه الله.
┈┈┈•• ۞۫
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن المولد النبوي فكان جوابه : " نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه ، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة ،
┈┈┈•• ۞۫
… كما قال تعالى : { قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [ الأعراف : 158 ]، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات . إنتهى كلامه رحمه الله.
┈┈┈•• ۞۫
وسئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عن ذلك فكان جوابه : فلا يخفى ما ورد في الكتاب والسنة مــن الأمـــر باتباع ما شرعه الله ورسوله، والنهي عن الابتداع في الدين، قال تعالى : { قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [ آل عمران : 31 ]، وقال تعالـى : { اتَّـبـِعُوا مَا أُنزِلَ إلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ولا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } [ الأعراف : 3 ]، وقـال تعالى : { وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } [ الأنعـام : 153 ]،
┈┈┈•• ۞۫
وقال صلى الله عليه وسلم : إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هـدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وقال صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هـــــذا ما ليس منه فهو رد، وفي رواية لمسلم : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد، وإن مـــن جملة ما أحدثه الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول؛
┈┈┈•• ۞۫
وهم في هذا الاحتفال على أنواع : فمنهم من يجـعـلـه مجرد اجتماع تقرأ فيه قصة المولد، أو تقدم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة.ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن حضر.ومنهم من يقيمه في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت.ومـنـهــم من لا يقتصر على ما ذكر، فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اخـتلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء، أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول صلى الله عـلـيـه وسلم. إنتهى كلامه رحمه الله
┈┈┈•• ۞۫
وسئل الشيخ العلامة بن جبرين رحمه الله عن ذلك أيضًا فكان جوابه : لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الاحتفال بيوم ميلاده، ولا ثبت عن خلفائه الراشدين، ولا عن صحابته الكرام، وهم الذين يفدونه بأنفسهم، ويحبونه من كل قلوبهم، ولو كان مشروعا ما خفي عليهم، وأما صوم يوم الاثنين فقد قال -صلى الله عليه وسلم إنه هو ويوم الخميس ترفع فيهما الأعمال فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم لكن سئل عن صومه فقال: ذلك يوم ولدت فيه ولم يأمر بالاحتفال به .
┈┈┈•• ۞۫
ومعلوم أن المحتفلين إنما يحتفلون يوما في السنة، وقد لا يوافق يوم الاثنين، ومعلوم أن يوم نزول الوحي أفضل من يوم الميلاد، وكذا يوم بدر، ويوم حنين، ويوم الفتح ويوم حجة الوداع ونحوها، فهي أولى بالاحتفال بها، وإذا كان يحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فعليه أن يتبع سنته، ويعمل بشريعته، ويكثر من الدعاء له والصلاة عليه، ويقتدي بسنته .
┈┈┈•• ۞۫
فأما الاجتماع ليلة الميلاد، وإلقاء الخطب، وحصول الاختلاط، أو صنعة الطعام، والسهر تلك الليلة، مع العقائد السيئة، بأنه يحضرهم ويشاركهم في الفرح، فكل ذلك لا أصل له، كما لا يجوز الاحتفال بموالد المشايخ والأولاد ونحوهم، والله أعلم. إنتهى كلامه رحمه الله.
┈┈┈•• ۞۫
↡۞۫ं
حكــــــــــــم الاحتفــــــــــــــــــــال بــــــــــــــــــــه
بيان حكم المولد النبوي وبيان فساد قول من قال بمشروعيته من أوجه عديدة:
إعلم رحمني الله وإياك أن ما يسمى بالمولد النبوي ليس مشروعا ولم يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة لا إجماع ولا قياس صحيح ولا حتى دليل عقلي ولا فطري وما كان بهذه الصيغة فهو بدعة مذمومة.
┈┈┈•• ۞۫
قال الحافظ ابن رجب [3] :" والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ".
[3] جامع العلوم والحكم (2/127).ت: الارناؤوط.
┈┈┈•• ۞۫
ويقول أيضاً [4] : " فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة".
[4] المصدر السابق ( 2/128).
┈┈┈•• ۞۫
والبدعة كذلك " ما لم يشرعه الله من الدين فكل من دان الله بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة وإن كان متاولاً".[5]
[5] أنظر مجموع الفتاوى (18/346).
┈┈┈•• ۞۫
ويظهر فساد القول بجوازه ومشرعية من خلال الأوجه التاليه:
- الوجه الأول :
أن هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولاأمر به ولافعله صحابته ولاأحد من التابعين ولا تابعيهم ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر- كما تقدم- على ايدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون.
┈┈┈•• ۞۫
إذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله عزو جل صاحبه وفاعله بقوله : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا } والذي يفعل ما يسمى بالمولد لاشك انه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم .
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه الثاني:
أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وجاء في رواية أخرى : " وكل ضلالة في النار " .
┈┈┈•• ۞۫
فقوله ( كل بدعة ضلالة ) عموم لا مخصص له يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله والعلماء مجمعون على انه أمر محدث فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار أعاذنا الله وإياك منها.
┈┈┈•• ۞۫
الوجه الثالث :
أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله بل مردود على صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ولايكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه الرابع:
قال الله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }، والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها فهو مكذب بهذه الآية وهو كفر بالله عزوجل فإن قال أنه مصدق بها لزمه أن يقول أن المولد ليس بعبادة ويكون اقرب الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله عزوجل.
┈┈┈•• ۞۫
وقلنا له أيضاً كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول، فإن قال أنا لا أقول أنها عبادة ولا استدرك على الله ورسوله ومومن بهذه الآية لزمه الرجوع إلى القول الحق وأنها بدعة محدثة هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ربنا ويرضى.
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه الخامس :
أن الممارس لهذا الأمر- اعني بدعة المولد- كأنه يتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله،
┈┈┈•• ۞۫
قال الإمام مالك رحمه الله [6] : " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".
[6] الإعتصام (1/49).
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه السادس [7] :
أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه وكيفيات خاصة وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها لأن الله اعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه،
┈┈┈•• ۞۫
والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله زاعم أن هناك طرقا أخرى للعبادة وان ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له فكأنه يقول بلسان حاله إن الشارع يعلم وهو أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير وإثم مبين وضلال كبير.
[7] الإمام الشاطبي في الاعتصام (1/49).
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه السابع :
أن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من أصول الشريعة وهي محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ظاهرا وباطنا واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لايتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرؤوس لأن الذين يمارسون هذه البدعة يقولون أن هذا من الدلائل الظاهرة على محبته ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول،
┈┈┈•• ۞۫
… لان محبة الله والرسول تكون باتباع سنته ظاهرا وباطنا كما قال جل وعلا : { قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }؛ فالذي يجعل المحبة بإقامة هذه الموالد محرف لشريعة الله التي تقول أن المحبة الصحيحة تكون باتباعه صلى الله عليه وسلم ، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم وبهذا يعلم أنه ( ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة ).
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه الثامن :
أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه وسلم ( ومن تشبه بقوم فهو منهم ).[8]
[8] أنظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/581).
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه التاسع:
أن فيه قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والإحترام لأن فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم إنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبآءهم وأمهاتهم رضي الله عنهم وأرضاهم .
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه العاشر :
ان فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته صراحة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم .
وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء وإذا لم يكن في الموالد- ( التي تنفق فيها الاموال الطائلة وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه صلى الله عليه وسلم من إعطائه خصائص الربوبية كما سوف يمر معنا) - إطراء ففي ماذا يكون الإطراء؟
┈┈┈•• ۞۫
وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء وإذا لم يكن في الموالد- ( التي تنفق فيها الاموال الطائلة وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه صلى الله عليه وسلم من إعطائه خصائص الربوبية كما سوف يمر معنا) - إطراء ففي ماذا يكون الإطراء؟
┈┈┈•• ۞۫
الوجه الحادي عشر :
وبدعة المولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما امرنا به من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع .
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه الثاني عشر:
أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم و من أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر وهو الكفر المخرج من الملة لأن الغلو في الصالحين كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله عزوجل، وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة للشرك ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو " [9] وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال وإن كان سبب وروده في في لقط الجمار ونهيه عن لقط الكبار من الجمار لأنه نوع من الغلو في العبادة ومجاوزة للحد المشروع .
┈┈┈•• ۞۫
ومعلوم ان سبب الشرك الذي وقع في بني آدم هو مجاوز الحد والغلو في تعظيم الصالحين فقد جاء في البخاري برقم ( 4920) عن ابن عباس" في قول الله تعالى : { وقالوا لاتذرن ألهتكم ولا تذرن ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسراً } قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت "، وقارن بما حصل عند قوم نوح مع أنهم لم يصرفوا شيئا من العبادة في أول الأمر حتى وقعوا في الشرك والسبب هذه التماثيل وهي مظهر من مظاهر الغلو،
┈┈┈•• ۞۫
وانظر ما حصل ويحصل في الموالد فهو ليس من ذرائع الشرك فحسب؛ بل يحصل الشرك بعينه من دعاء لغير الله عزوجل وإعطائه صلى الله عليه وسلم بعض خصائص الرب جل وعلا كالتصرف في الكون وعلم الغيب ففي هذه الموالد يترنمون بالمدائح النبوية وعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به،
سواك عند حلول الحادث العمم ..
فإن من جودك الدنيا وضرتها،
ومن علومك علم اللوح والقلم ..
┈┈┈•• ۞۫
فماذا بقي لرب العباد إن هذا ليس شركا في الألوهية بل هو شرك في الربوبية وهو أعظم من شرك كفار قريش والعياذ بالله لأن كفار قريش كانوا يعتقدون أن المتصرف في الكون هو الله عزو جل لا أصنامهم وهؤلاء يزعمون أن المتصرف في الكون الذي بيده الدنيا والآخرة هو النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر الى قوله : " يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به " فهو يعتبر رسول الله هو الملاذ وهو الذي يستغاث به ويدعوه عند الملمات وهذا هو عين شرك كفار قريش الذي يعبدون الاوثان،
┈┈┈•• ۞۫
… بل هم أحسن حالا منه فهم عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعوا غير الله، والموالد لايمكن ان تقوم بغير أبيات البردة والله المستعان فهي الشعيرة والركيزة الأساسية في هذه الموالد البدعية، ولو لم يكن فيها إلا هذه المفسدة لكفى بها مبرراً لتحريمها والتحذير منها، وإن زعم شخص انه سوف يخليه مما تقدم قلنا له المولد بحد ذاته هو مظهر من مظاهر الغلو المذموم فضلا عما يحتويه من طوام عظيمة وبدعة في الدين محدثة لم يشرعهاولم يأذن بها الله .
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه الثالث عشر:
أن الفرح بهذا اليوم والنفقه فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يفرح فيه والله المستعان، وأما يوم مولده فمختلف فيه ،فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به ، يقول الحافظ في [ فتح الباري شرح حديث برقم 3641 ] :" وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ : كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة : مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته،
┈┈┈•• ۞۫
… فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة، وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ ، فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة " أ.هـ ، ويقول ابن الحاج في [ المدخل (2/15) ] : " ثم العجب العحيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عزو جل وفجعة الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وإنفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به ......". أهـ
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه الرابع عشر:
اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم مثل: الطرب والغناء واختلاط الرجال بالنساء ويصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل أن يشرب فيها الخمر وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحرومن يحضر هذه الأماكن بغير نية القربة فهو آثم مأزور غير مأجور فكيف إذا انضم إليه فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله عزوجل فأي تحريف لشعائر الدين أعظم من هذا التحريف. [10]
┈┈┈•• ۞۫
[9] الحديث صحيح : أخرجه أحمد(215،347)، . [10] أنظر مبحثا نفيسا لابن الحاج في كتابه المدخل (2/ من بداية الجزء ) فقدد ذكر ما يحدث من عظائم الأمور والمنكرات ما يندى له الجبين ، وانظر مانقله الشيخ اسماعيل الانصاري في رسالته القيمة [ القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ص648 ] ط. دار العاصمة والتي جمعت عددا من الرسائل في حكم المولد. مجلدين .
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه الخامس عشر:
اشتماله على أنواع عظيمة من البذخ والتبذير وإضاعة الأموال وإنفاقها على غير اهلها.
┈┈┈•• ۞۫
- الوجه السادس عشر:
أن في هذه الموالد والتي كثرت وانتشرت حتى وصلت في بعض الأشهر أن يحتفلوا بثمان وعشرين مولدا أن فيها من استنفاد الطاقات والجهود والأموال واشغال الأوقات وصرف للناس عن ما يكاد لهم من قبل أعدائهم فتصبح كل أيامهم رقص وطرب وموالد فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم ولهذا لما جاء المستعمرون للبلاد الإسلامية حاولوا القضاء على كل معالم الإسلام وصرف الناس عن دينهم ومحاولة إشاعة الرذيلة بينهم وما كان من تصرفات المسلمين فيه مصلحة لهم وفت في عضد المسلمين وإضعاف لشانهم فإنهم باركوه وشجعوه مثل الملاهي والمحرمات ونحوها ومن ذلك البدع المحدثة التي تصرف الناس عن معالم الإسلام الحقيقية مثل بدعة المولد وغيرها من الموالد ، بل مثل هذه البدع من أسباب تخلف المسلمين وعدم تقدمهم على غيرهم .
┈┈┈•• ۞۫
… يقول السيد رشيد رضا في [ المنار (2/74-76) ] : " فالموالد أسواق الفسوق فيها خيام للعواهر وخانات للخمور ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس ....( إلى أن قال ) : فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فهم ولا مراعاة شرع اتخذوا الشيوخ أنداداً،
┈┈┈•• ۞۫
… وصار يقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على الخير ونتيجة لذلك كله ؛ أن المسلمين رغبوا عما شرع الله إلى ما توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوهم أنداداً وصاروا كالإباحيين في الغالب فلاعجب إذا عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف وحرموا ماوعد الله المؤمنين من النصر،
┈┈┈•• ۞۫
… لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين ولم يكن في القرن الأول شيئ من هذه التقاليد والأعمال التي نحن عليها بل ولا في الثاني ولايشهد لهذه البدع كتاب ولاسنة وإنما سرت إلينا بالتقليد أو العدوى من الامم الأخرى ، إذ رأى قومنا عندهم أمثال هذه الاحتفالات فظنوا أنهم إذا عملوا مثلها يكون لدينهم عظمة وشأن في نفوس تلك الأمم فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه " .أ.هـ
┈┈┈•• ۞۫
↡۞۫ं
المحتفـــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــين بالمولد النبــــــــــــــــــــــــــــــــــوي
- الوقفة الأولى :
لقد أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم باتباع الشريعة الربانية ، وعدم اتباع الهوى ، قال تعالى : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } ، فالعبادات كلها توقيفيّة ، بمعنى أنه لا مجال للرأي فيها ، بل لا بد أن يكون المشرّع لها هو الله سبحانه وتعالى ، ولذلك أمر الله نبيّه في أكثر من موضع باتباع الوحي : { إن اتبع إلا ما يوحى إليّ } ، وقد قرّر العلماء أنّ : العبادات مبنيةٌ على الاتباع لا الابتداع .
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة الثانية :
لقد امتنّ الله تعالى على عباده ببعثة الرّسول صلى الله عليه وسلم وليس بميلاده ، قال تعالى : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ } [ آل عمران: 164 ] .
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة الثالثة :
السلف الصالح لم يكونوا يزيدون من الأعمال في يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأيام ، ولو فعلوا لنقل إلينا ! ولا يخفى لأنهم أشدّ الناس حبًّا وتعظيمًا واتباعًا .
┈┈┈•• ۞۫
قال العلامة / أبي عبد الله محمد الحفار المالكي : " ألا ترى أنّ يوم الجمعة خير يومٍ طلعت عليه الشمس ، وأفضل ما يفعل في اليوم الفاضل صومه ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة مع عظيم فضله ، فدلّ هذا على أنه لا تحدث عبادة في زمان ولا في مكان إلا إذا شرعت ، وما لم يشرع لا يفعل ، إذ لا يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما أتى به أولها ... والخير كله في اتّباع السلف الصالح " [ المعيار المعرب 7 / 99 ] .
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة الرابعة :
انظر إلى فقه الفاروق عمر بن الخطاب حين أرَّخ بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم رمز انتصار دينه ، ولم يؤرّخ بمولده ووفاته ، أتدري لماذا ؟ تقديماً للحقائق والمعاني على الطقوس والأشكال والمباني !!
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة الخامسة :
إن أوّل من أحدث بدعة المولد : الخلفاء الفاطميون بالقرن الرابع للهجرة بالقاهرة ، فقد ابتدعوا ستة موالد : المولد النبوي، ومولد الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين ، ومولد الخليفة الحاضر ، وبقيت هذه الموالد على رسومها إلى أن أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش ، ثم أعيدت في خلافة الحاكم بأمر الله سنة 524هـ بعد ما كاد الناس ينسونها، فعلى هذا لم تعرف الأمة هذا المولد قبل هذه الدولة ، فهل هي أهلٌ للاقتداء بها ؟وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على عدم حرص الصحابة على نقل تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم إلينا ، فلو كان في ذلك اليوم عبادة ، لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها خلاف ، ولنقل إلينا مولده على وجه الدقّة، قال الشيخ القرضاوي : " إذا نظرنا إلى هذا الموضوع من الناحية التاريخية : نجد أنّ الصحابة رضوان الله عليهم، لم يحتفلوا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بذكرى إسراءه ومعراجه أو هجرته ،
┈┈┈•• ۞۫ والغريب أنّه وصل بالبعض ، تفضيل ليلة المولد النبوي على ليلة القدر !
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة السادسة :
اختلف المؤرخون وأهل السير في الشهر الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل : ولد في شهر رمضان ، والجمهور : على أنه ولد في ربيع الأول ، ثم اختلف هؤلاء في تحديد تاريخ يوم مولده على أقوال : فقيل : اليوم الثاني من ربيع الأول قاله ابن عبد البرّ ، وقيل : اليوم الثامن ، صححه ابن حزم ، وهو اختيار أكثر أهل الحديث ، وقيل : اليوم التاسع ، وهذا ما رجّحه أبو الحسن الندوي ، وزاهد الكوثري ، وقيل : اليوم العاشر ، اختاره الباقر ، وقيل : اليوم الثاني عشر ، نصّ عليه ابن إسحاق ، وقيل : السابع عشر من ربيع الأول ، وقيل : الثامن عشر من ربيع الأول ...
┈┈┈•• ۞۫
وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على عدم حرص الصحابة على نقل تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم إلينا ، فلو كان في ذلك اليوم عبادة ، لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها خلاف ، ولنقل إلينا مولده على وجه الدقّة، قال الشيخ القرضاوي : " إذا نظرنا إلى هذا الموضوع من الناحية التاريخية : نجد أنّ الصحابة رضوان الله عليهم، لم يحتفلوا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بذكرى إسراءه ومعراجه أو هجرته ،
┈┈┈•• ۞۫
… بل الواقع أنهم لم يكونوا يبحثون عن تواريخ هذه الأشياء، فهم اختلفوا في يوم مولد النبي صلى الله عليه و سلم ، فإن اشتهر أنه الثاني عشر من ربيع الأول ، لكن البعض يقول : لا ، الأصح اليوم التاسع من ربيع الأول وليس يوم الثاني عشر ، وذلك لأنه لا يترتب عليه عبادة أو عمل ، ليس هنالك قيام في تلك الليلة ولا صيام في ذلك اليوم ، فلذلك المعروف أنّ الصحابة والتابعين والقرون الأولى وهي خير قرون هذه الأمة لم تحتفل بهذه الذكريات، بعد ذلك حدثت بعد عدة قرون بدأت هذه الأشياء .. " .
┈┈┈•• ۞۫
… ولمراعاة هذا الخلاف ، كان صاحب إربل يحتفل بالمولد ، سنةً في ثامن شهر ربيع الأول ، وسنة ً في ثاني عشرة ..! انظر : [ ابن خلكان 1 / 437 ] .
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة السابعة :
إنّ التاريخ الذي ولد فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، هو بعينه التاريخ الذي توفي فيه ! : ( يوم الاثنين 12 ربيع الأول ) ، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ، نبّه على ذلك غير واحد من أهل العلم ، منهم ابن الحاج المالكي ، والإمام الفاكهاني .
┈┈┈•• ۞۫
قال ابن الحاج المالكي : " العجب العجيب : كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور كما تقدّم ، لأجل مولده صلى الله عليه وسلم كما تقدّم في هذا الشهر الكريم ؟ وهو صلى الله عليه وسلم فيه انتقل إلى كرامة ربه عزّ وجل ، وفجعت الأمة وأصيبت بمصابٍ عظيم ، لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا ، فعلى هذا كان يتعيّن البكاء والحزن الكثير ... فانظر في هذا الشهر الكريم ـ والحالة هذه ـ كيف يلعبون فيه ويرقصون " [ المدخل 2 / 16 ] .
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة الثامنة :
من الملاحظ أنّ انتشار الاحتفال بالمولد النبوي بين المسلمين ، كان في البلاد التي جاور فيها المسلمون النصارى ، كما في الشام ومصر .. فالنصارى كانوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح في يوم مولده ، وميلاد أفراد أسرته ، فكان ذلك سببًا في سرعة انتشار تلك البدعة بين المسلمين تقليدًا للنصارى .
┈┈┈•• ۞۫
حتى قال الحافظ السخاوي مؤيدًا الاحتفال بالمولد : " وإذا كان أهل الصليب اتّخذوا ليلة مولد نبيّهم عيدًا أكبر ، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر "، وقد تعقّبه الملا علي القاري : " قلت : ممّا يردّ عليه أنّا مأمورون بمخالفة أهل الكتاب " [ المورد الروي في المولد النبوي / 29 ].
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة التاسعة :
إنّ محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا تتحقّق بالاحتفال بمولده ، وإنّما تتحقّق بالعمل بسنّته ، وتقديم قوله على كل قول ، وعدم ردّ شيء من أحاديثه ، ولنعلم أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد وسعهم دين الله من غير احتفالٍ بمولده ، إذًا فليسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
┈┈┈•• ۞۫
… والفرح بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، لا يمكن أن يقتصر على يومٍ واحدٍ ، بل بكل لحظة من لحظات حياة المسلم ، بالتزام أوامره واجتناب نواهيه ، والخضوع لكل ما جاء به من عند الله تعالى ، فلا تقف الفرحة أمام يومٍ واحدٍ ، بل نجعل لنا من كل يومٍ جديدٍ ، التزامًا أكثر بالسنة ، ، لنحوّل ضعفنا إلى قوةٍ ، ونرسي في أنفسنا قواعدَ عقيدتنا ، ومبادئ الإسلام العظيم .
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة العاشرة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبدالله ورسوله " [ البخاري ] ، وأكثر تلك الموالد فيها إطراءٌ ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، والغريب أنّه حتى المؤيدين للموالد ، قد أقرّوا بوجود الغلو الذي يصل إلى درجة الكفر، خاصةً عندما تجرّأ البعض على تأليف كتب عن المولد النبوي ، ثم وضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..!
┈┈┈•• ۞۫
… تأييدًا لذلك يقول عبد الله الغماري ـ أحد كبار الصوفية المعاصرين ـ : " .. وكتب المولد النبوي ملأى بهذه الموضوعات ، وأصبحت عقيدةً راسخة في أذهان العامة ، وأرجوا أن يوفّقني الله إلى تأليفٍ حول المولد النبوي ، خالٍ من أمرين اثنين : الأحاديث المكذوبة ، والسّجع المتكلّف المرذول ... والمقصود أنّ الغلو في المدح مذمومٌ لقوله تعالى : " لا تغلوا في دينكم " ، وأيضًا فإنّ مادح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمر لم يثبت عنه ، يكون كاذبًا عليه ، فيدخل في وعيد : " من كذب عليّ متعمّدًا فليتبوّأ مقعده من النار " .
┈┈┈•• ۞۫
… وليست الفضائل النبويّة مما يتساهل فيها برواية الضعيف ونحوه ، لتعلقها بصاحب الشريعة ونبي الأمة ، الذي حرّم الكذب عليه وجعله من الكبائر ، حتى قال أبو محمّد الجويني والد إمام الحرمين بكفرِ الكاذب عليه صلى الله عليه وسلم .
┈┈┈•• ۞۫
… وعلى هذا فما يوجد في كتب المولد النبوي وقصة المعراج من مبالغات وغلوٍ لا أساس له من الواقع : يجب أن تُحرق ، لئلا يُحرق أصحابها وقارئوها في نار جهنّم ، نسأل الله السلامة والعافية " من نقده لبردة البوصيري ص 75، وقد جرت العادة في الموالد أن تختم بالعبارات البدعية والتوسلات الشركيّة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة الحادية عشرة :
ما يدور في الموالد من المفاسد ، لا تخفى على مسلم ، من أهمها : أنّ المحتفلين بالمولد يرمون المخالفين ـ وللأسف ـ بعدم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، متناسين بأنّ التعظيم والمحبة تكون بالاتباع لا الابتداع ،
┈┈┈•• ۞۫
… وكذلك : ما يجري داخل الموالد من إطفاء الأنوار وهزّ الرؤس وتمايل الأكتاف و .. ناهيك عن الأذكار المكذوبة والقصص الموهومة ، ويقول الشيخ علي محفوظ الأزهري : " فيها إسراف وتبذير للأموال ، وإضاعة للأوقات فيما لا فائدة منه ولا خير فيه " [ الإبداع / 324 ] ، والقواعد الشرعية تقضي بأنّ المباح ـ وهذا على فرض أنه مباح ـ إذا أدّى إلى محرّم : فإنّه يحرم من باب سدّ الذرائع ، فكيف وهو يحوي على المنكرات ..!
┈┈┈•• ۞۫
- الوقفة الثانية عشرة :
وقد أجمع المسلمون على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي ، لكنهم اختلفوا في حسنه وقبحه ، فذهب البعض منهم إلى أنه بدعة حسنة : كابن حجر والسيوطي والسخاوي .. وغيرهم ، نظرا للمصلحة التي ظنوا حصولها ..!
┈┈┈•• ۞۫
… لكن العلماء المحقّقين ، المتقدّمين منهم والمتأخرين ، أفتوا بحرمة الاحتفال بالمولد ، عملاً بالأدلة الشرعية التي تحذّر من البدع في الدين ، والأعياد والاحتفالات من أمور الشريعة ، ووقفوا أمام فتح باب شر متيقّن لخيرٍ موهوم ؟ ثم ما وعاء هذا الخير المزعوم ، عملٌ لم يفعله الرسول ولا صحابته ولا التابعون لهم بإحسان قروناً طويلة !! علمًا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يفرّق بين بدعة حسنة وأخرى سيئة ، بل قال : " كل بدعة ضلالة " !
┈┈┈•• ۞۫
قال الإمام مالك : " من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة ، فقد زعم أنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ؛ لأن الله يقول : " اليوم أكملت لكم دينكم " ، فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا " [ الإعتصام للشاطبي ] .
┈┈┈•• ۞۫
↡۞۫ं
الخاتـــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــه
إنَّه من الخير لنا أن نقف عند حدود الله تعالى وأن نقضي على هذه البدع لقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ " ؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [رقم: 2697]، وَمُسْلِمٌ [رقم: 1718]، وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
┈┈┈•• ۞۫
… وقوله عليه الصلاة والسلام : " إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ شَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ "
┈┈┈•• ۞۫
والقاعدة الفقهية الأولى في هذين الحديثين تقول بأن : كل شيء وجد سببه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فالتعبد به بدعة والثانيه تقول : النهي عن العمل يقتضي فساده أخذنا هذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( فهو رد ).
┈┈┈•• ۞۫
نداء إلى كل مسلم يريد الوصول إلى الحق وأن يعبد الله على بصيرة.
أخي المسلم ... / أختي المسلمة :
لاشك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين ،
┈┈┈•• ۞۫
وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين ومن لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر وممن نتقرب إلى الله ببغضه وهي من صفات المنافقين الذي قال الله فيهم أنهم في : { الدرك الأسفل من النار }.
┈┈┈•• ۞۫
والسؤال الآن أخي المسلم .. :
هل أقام الرسول الإحتفالات بيوم مولده ؟ هل زاد من الدين في شيء في مثل هذا اليوم ؟ هل فعل الصحابة وهم أقام الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم الموالد في مثل هذا اليوم ؟ هل أقام التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم من بعدهم الموالد في مثل هذا اليوم ؟!
┈┈┈•• ۞۫
إذًا لماذا تقيمه ؟ لماذا تحييه ؟ لماذا تبتدع في الدين ما ليس فيه ؟ هل يرضيك أن تكون ممن إبتدع في الدين فرُدَّ عمله ؟ هل يرضيك أن تكون من أهل الضلال في الدنيا وأهل الخزي في الآخرة ؟!
┈┈┈•• ۞۫
كلنا نعلم بأنه ليس يرضيك ذلك وأن محبة رسول تكون بإتباعه لا تكون بإبتداع شيءٍ ليس من الدين في شيء.
┈┈┈•• ۞۫
ومحبته صلى الله عليه وسلم تكون من محبة الله وهذه المحبة تقتضي إتباع أوامره وإجتناب نواهيه لقوله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } ، وإنما قال إتبعوني ولم يقل إبتدعوا في ديني الذي أنزلت ماليس فيه.
┈┈┈•• ۞۫
فلا تكن من الذين قال الله تعالى فيهم : { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } [ العنبكوت : 13 ] بسبب بدعةٍ أحييتها فقلدوك أو أمرت بها فإتبعوها !
┈┈┈•• ۞۫
ختـــامًـا :
أسأل الله أن يهدينا ويثبِّتنا ويَهدِهِم أجمعين، وأن يأذنَ لهذه الورقات بالقبول عنده ، وأن يُنْتفع بها ، فإن المُنية الانتفاعُ بها ، وليس وراء القبول مُبْتغى، ولا سواه مُرْتَجى ، فاللهم إن مفزعَنَا إليك لا إلى غيرك، فثبت أقدامنا على الحق ، وبصَّرنا بأنفسنا ، ولا تجعل من عملنا لأحدٍ سواك شيئاً، والله الهادي إلى سواء السبيل ،
┈┈┈•• ۞۫
وصلِّ اللهم وسلِّم وزد وبارك على سيِّدنا محمَّدٍ ، وعلى آله الطَّيبين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أصحابه الغرِّ الميامين، ومن تبعهم وسار على نهجهم إلى قيام يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
┈┈┈•• ۞۫
[ تسجيـــــــل للشيـــــخ الشنقيطـــــــي ]
: يُشاع هذه الأيام ما يسمى بالمولد النبوي، فما حكمه وما حكم من يعمله ؟
http://ar.islamway.net/fatwa/4841/ما-حكم-ما-يسمى-ب-المولد-النبوي
تجميع نوت&وايليه